ونحن نرى في تاريخ مكة أيضًا الكثير من أخبار هذا الرجل الذي يكاد يشبه الأسطورة، والذي استطاع أن يغير على مفاهيم ومعتقدات أقوام، فيقلبها رأسًا على عقب، جاعلاً منهم أمة وثنية بعد ما كانوا موحدين على ملة إبراهيم صلى الله عليه وسلم، وهم يذكرون أنه كان رجلاً من ألمع رجالات العرب في الجاهلية وأشهرها على الإطلاق، وينسبون إليه الكثير من علائم ومظاهر الرفعة والسؤدد والفخار، فمما يذكرون من شأنه ما يلي:
١ - إنه كان ذا مال جزيل جدًا؛ فقأ أعين عشرين بعيرًا، ذلك عبارة عن أنه ملك عشرين ألف بعير، وكان من عادة العرب؛ أن من ملك ألف بعير فقأ عين واحد منها؛ لأنه يدفع بذلك العين عنها ـ على زعمهم الكاذب ـ.
٢ - (أنه قسم بين العرب في حطمة حطموها ـ عشرة آلاف ناقة).
٣ - كما يروى عنه: أنه أول من أطعم الحجاج بمكة (سدايف الإبل ولحمانها بالثريد).
٤ - قال السهيلي:(أنه ربما ذبح أيام الحجيج عشرة آلاف بدنة، وكسى عشرة آلاف حلة حتى ليقال: إنه اللات الذي: يلت السويق للحجيج على صخرة معروفة تسمى صخر اللات).
٥ - ثم إنهم ليبالغون فيقولون: إنه كسا ذات عام من الأعوام جميع حجاج البيت الحرام، كل واحد بثلاثة برود يمانية.