وأدخل الأصنام في الحرم. وذلك كما يروى: أنه لما رأى عمرو بن لحي أنه استطاع أن يغلب على الجراهمة، وبالتالي على مكة، وما جاورها من الأقوام أراد أن يدعم سلطته ونفوذه بأن يبتدع عقيدة جديدة، تحل محل الدين القويم وقد رأى تساهل قومه فيه، بعد تقادم الزمن ومرور السنوات العديدة، وكان عمرو كثيرًا ما رحل إلى الدول المجاورة في الشام والعراق، واطلع على أحوالها، وشاهد عقائدها الوثنية، ورأى فيها وسيلة لإيجاد سند دنيوي مادي يعتمد عليه في تدعيم نفوذه السياسي، والسبب في ذلك كما قال العسكري:(إن الملك يحتاج إلى الدين كحاجة المال والرجال؛ لأن الملك لا يثبت إلا بالبيعة، والبيعة لا تكون إلا بالأيمان، والأيمان لا يكون إلا لأهل الأديان، إذ لا يصح أن يحلف الرجل إلا بدينه ومعبوده، ومن لا يعتقد دينًا لا يوثق بيمينه ... ).
فلذا تخلى عن الحنيفية، دين إسماعيل وإبراهيم، لأنه رأى أنه لا يستطيع أن يسيطير عليهم سيطرة كاملة، بل تكون السيطرة في الحنيفية لله فقط، فأقام الأوثان عند الكعبة ... وجملة الأصنام التي حملها إلى مكة ما يلي:
أ- أول هذه الأصنام على الإطلاق: هبل، قال ابن هشام: (حدثني بعض أهل العلم: أن عمرو بن لحي خرج من مكة إلى الشام في بعض أموره، فلما قدم مآب من أرض البلقاء، وبها يومئذ العماليق ... رآهم يعبدون