للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحساب، ثم يحكم على تلك القواعد بالسعود والنحوس وغيرها مما يوحيه إليه الشيطان).

قال ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ في قوم يكتبون أبا جاد، وينظرون في النجوم: (ما أدري من فعل ذلك له عند الله خلاق).

وهذا النوع أيضًا يتضمن دعوى مشاركة الله في علم الغيب الذي انفرد به سبحانه.

قال السعدي في هذا المقام: (إن الله تعالى انفرد بعلم الغيب، فمن ادعى مشاركة الله في شيء من ذلك بكهانة أو عرافة أو غيرها، أو صدق من ادعى ذلك، فقد جعل ذلك شريكًا فيما هو من خصائصه، وقد كذب الله ورسوله).

فهذه الأنواع من التنجيم وما شابهها شرك بالله جل شأنه، لما فيه من اعتقاد أن تلك النجوم تنفع أو تضر، ولما فيه من دعوى الغيب، ومنازعة الله تعالى فيما اختص به سبحانه من علم الغيب.

ومن مظاهر الشرك بالله جل وعلا في صفته العلم المحيط:

٣ - الشرك بتصديق الأنواء، وقد سبق معنا بيانه، فلا نعيده ها هنا، وإنما المقصود بيان أن العرب في إشراكهم بالله جل شأنه بتصديق الأنواء قد ارتكبوا عدة محذورات؛ فمن ذلك شرك بالله في تدبير المخلوقات بجعله للنجوم والكواكب العلويات، ومن ذلك شركهم بالله في العلو على أن القائلين

<<  <  ج: ص:  >  >>