للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالأنواء يعلمون متى تمطر، ومتى لا تمطر، وبهذا وقعوا في شرك الربوبية في صفة علم الباري تعالى ـ جل شأنه ـ المحيط بكل شيء، وقد كان العرب في جاهليتهم يصدقون الأنواء، كما هو مبين في الكتب التي تتحدث عن تاريخ العرب في الجاهلية.

ومن مظاهر الشرك بالله جل وعلا في صفته العلم المحيط:

٤ - استقسامهم بالأزلام عند الأصنام: إذا اعتقد أن الأصنام تعلم المغيبات، وكانت العرب في الجاهلية إذا أرادوا سفرًا أو تجارةً أو نسبًا أو اختلفوا في نسب أو أمر قتيل أو تحمل عقل أو غير ذلك من الأمور العظيمة جاءوا إلى هبل ـ، وهو أعظم أصنام قريش ـ كما سبق ـ وكان بمكة وفي الكعبة ـ ومعهم مائة درهم، فأعطوها صاحب القداح حتى يجيلها لهم، وكانت أزلامهم سبعة قداح محفوظة عند سادن الكعبة وخادمها، وهي مستوية في المقدار، عليها أعلام وكتابة؛ قد كتب على واحد منها (أمرني ربي)، وعلى واحد منها (نهاني ربي)، وعلى واحد (منكم)، وعلى واحد (من غيركم)، وعلى واحد (ملصق)، وعلى واحد (العقل)، وواحد (غفل) أي ليس عليه شيء، فإذا أرادوا الوقوف على مستقبل الأمر الذي تصدوا له ومعرفة عاقبته أخير هو أم شر استقسم لهم أمين القداح بقدحي الأمر والنهي، إلى غير ذلك من أفاعيلهم.

وكان بعض العرب يستقسم عند ذي الخلصة؛ وقد وقع مثل هذا الاستقسام للشاعر الجاهلي امرئ القيس لما أراد أن يأخذ بثأر أبيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>