قالت: كان عبد الله إذا جاء من حاجة فانتهى إلى الباب تنحنح وبزق كراهية أن يهجم منا على شيء يكرهه، قالت: وأنه جاء ذات يوم فتنحنح، قالت: وعندي عجوز ترقيني من الحمرة، فأدخلتها تحت السرير، فدخل فجلس إلى جنبي فرأى في عنقي خيطًا، قال: ما هذا الخيط؟ قالت: خيط رقي لي فيه، قالت: فأخذه فقطعه ثم قال: إن آل عبد الله لأغنياء عن الشرك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:((إن الرقى والتمائم والتولة شرك)).
فعلمنا بهذه الأدلة أن تعليق الخيط والحلقة وغيرها كانت من عادات العرب الجاهلية يقصدون بها دفع البلاء، ومعلوم أن هذا شرك في صفة القدرة الكاملة لله جل وعلا، وسيأتي مزيد من البيان له في الباب الرابع ـ إن شاء الله ـ عندما نبين متى يكون هذا شركًا أكبر، ومتى يكون شركًا أصغر؟ .
أما التمائم: فهي جمع تميمة، والتميم: العوذ، والتميمة: خرزة رقطاء تنظم في السير ثم يعقد في العنق. وقيل: هي قلادة يجعل فيها سيور وعوذ، وقيل: التميمة؛ خرزات كان الأعراب يعلقونها على أولادهم ينفون بها النفس والعين بزعمهم، فأبطله الإسلام. قال ابن الأثير:(هي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادها يتقون بها العين ـ في زعمهم ـ فأبطلها الإسلام).