للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الله أكبر! إنها السنن، قلتم ـ والذي نفسي بيده ـ كما قالت بنو إسرائيل لموسى: (اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ)، لتركبن سنن من كان قبلكم)).

قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن: (وكان عكوف المشركين عند تلك السدرة تبركًا بها وتعظيمًا لها). فهذا يدل على أن المشركين كانوا في الجاهلية يطلبون الخير والبركة من هذه الأشجار، ومعلوم أن طلب الخير والبركة، وطلب دوامها من العبادة، وإيصال الخير والبركة وإدامتها إنما هي من خصائص الربوبية، فلهذا يكون عملهم هذا شركًا في الربوبية في قدرة الله الكاملة؛ لأنهم يعتقدون حصول الخير والبركة ودوامها من غير الله جل شأنه.

ولعل ما ذكر المؤرخون من أول ما حدث من الشرك: التبرك بأحجار الحرم أدل دليل على أن العرب في جاهليتهم كانوا يتبركون من بعض الأشياء، وقد سبق معنا بيان كيف حدثت عبادة الأحجار من قبل بني إسماعيل.

ثم هناك نصوص أخرى تدل على أن بعض العرب كانوا في جاهليتهم يتبركون ويستمدون من بعض القبور، فقد ذكر بعض من كتب في تاريخ العرب: أن قبر حاتم الطائي غدا مقر الضيفان وملاذ التائهين في الجاهلية ... وكانت طيء تزعم أنه لم ينزل بقبر حاتم أحد قط إلا قراه، فهذا هو أبو البختري كما ذكروا، مر في نفر من قومه بقبر حاتم الطائي، فنزلوا قريباً منه، فبات

<<  <  ج: ص:  >  >>