للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللإمام النووي ـ رحمه الله ـ عبارة جامعة في حكم السحر؛ حيث قال: (قد يكون ـ السحر ـ كفرًا، وقد لا يكون كفرًا بل معصية كبيرة، فإن كان فيه فعل أو قول يقتضي الكفر كفر، وإلا فلا، وأما تعلمه وتعليمه فحرام، فإن تضمن ما يقتضي الكفر كفر، وإلا فلا، وإذا لم يكن فيه ما يقتضي الكفر عزز واستتيب ... ).

فالسحر الذي يعد كفرًا، قد يقع قولاً باللسان، أو اعتقادًا بالقلب، أو عملاً بالجوارح، ونورد أمثله على ذلك:

السحر الذي لا يتأتى إلا عن طريق الشياطين، كأن يستغيث بهم، ويدعوهم فيما لا يقدر عليه إلا الله، وينطق بكلمة الكفر من أجل رضاهم والاستمتاع بهم.

أو يعتقد نفعهم أو ضرهم بغير إذن الله، فهذان هما المقصودان عندنا في هذا الباب؛ لأنهما داخلان في شرك الربوبية، وهما شرك في قدرة الله الكاملة. وسيأتي توضيح ذلك بالتفصيل.

أو يدعي لنفسه ولشياطينه علم الغيب أو مشاركة الله في ذلك، فهذا شرك بالله في صفته العلم المحيط، وقد سبق بيانه.

أو يذبح لتلك الشياطين ونحوهم ويتقرب إليهم، فهذا شرك بالله في الألوهية والعبادة.

أو يهين ما أوجب الله تعظيمه من الكتاب العزيز وغيره، فهذا كفر بالله جل شأنه.

والمقصود هنا: بيان هل وجد هذا النوع من الشرك (شرك الربوبية في صفة الله

<<  <  ج: ص:  >  >>