وصفوه واصطلحوا عليه من الأسماء بآرائهم من البحيرة والسائبة والوصيلة والحام وغير ذلك مما كان شرعًا لهم ابتدعوه في جاهليتهم)، وقال أيضًا:(والمقصود: أن عمرو بن لحي ـ لعنه الله ـ كان قد ابتدع لهم أشياء في الدين غير بها دين الخليل، فاتبعه العرب في ذلك).
وقال في موضع آخر:(وكان قوله وفعله فيهم كالشرع المتبع لشرفه فيهم ومحلته عندهم وكرمه عليهم)، وقال:(وابتدعوا من الشرائع الباطلة الفاسدة التي ظنها كبيرهم عمرو بن لحي ـ قبحه الله ـ مصلحة ورحمة بالدواب والأنعام، وهو كاذب مفتر في ذلك ... ).
وقد ذكر الإمام البخاري في صحيحه من قول ابن عباس أنه قال:(إذا سرك أن تعلم جهل العرب، فاقرأ ما فوق الثلاثين والمائة من سورة الأنعام)، وفي هذه الآيات من التحليل والتحريم والتشريع من عند غير الله ما الله به عليم، ومن أراد البسط في ذلك فليرجع إلى تفسير ابن كثير وغيره.
فهذه بعض مظاهر الشرك بالله جل شأنه في بعض صفاته من حيث إثبات صفات الله جل وعلا المختصة به لبعض مخلوقاته.
ومن الشرك بالله جل شأنه في بعض صفاته: إثبات صفات المخلوق الناقصة لله عز وجل، ومن مظاهر هذا الشرك لدى العرب في جاهليتهم ما يلي: