وقال ابن كثير:(قال مجاهد: قال المشركون: الملائكة بنات الله تعالى، فقال أبو بكر رضي الله عنه: فمن أمهاتهن؟ قالوا: بنات سروات الجن، وكذا قال قتادة وابن زيد).
ويروى عن ابن عباس أنه قال:(أنزلت هذه الآية في ثلاثة أحياء من قريش؛ سليم وخزاعة وجهينة. (وجعلوا بينه وبين الجنة نسباً)، قال: قالوا: صاهر إلى كرام الجن).
فهذه بعض الروايات التي تدل على أن بعض العرب وقع في هذا النوع من الشرك، وأغلب هذه الروايات ضعيفة.
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ بعض هذه الروايات، ففي بعض المواضع نقل شيخ الإسلام نسبة المصاهرة من مشركي العرب بدون تعقيب، ولكنه عقبه في موضع آخر بأن في صحتها نظر، فقال:
(وقال الكلبي: قالوا ـ لعنهم الله ـ: بل تزوج من الجن فخرج بينهما الملائكة ... وأما الذين كانوا يقولون من العرب: إن الملائكة بنات الله، وما نقل عنهم من أنه صاهر الجن، فولدت له الملائكة؛ فقد نفاه الله عنه بامتناع الصاحبة، بامتناع أن يكون منه جزء فإنه صمد، وقوله: (ولم تكن له صاحبة)، وهذا ... من أن الولادة لا تكون إلا من أصلين سواء في ذلك تولد الأعيان التي