النقطة الأولى: في بيان كون أغلب شرك العرب في العبادة:
من أبرز حقائق الشرك الجاهلي: اعتقاد المشركين بتعدد الآلهة دون إنكاره سبحانه أو اعتقاد الخالقية والرازقية والإحياء والإماتة وغيرها من أمور الربوبية لغيره سبحانه، فأغلبهم كانوا يقولون بتعدد الآلهة دون التخلي عن فكرة الإله الخالق للكون، وإنما هم أشركوا بعباته عبادة الآلهة الأخرى المتمثلة في الأوثان والأصنام على اختلافها وتنوعها، كما هي تتمثل أيضًا في بعض الأشجار والأحجار والأجرام السماوية، معتقدين أن هذه الأشياء المميزة إنما هي مكمن للقوى الخفية، وللأرواح الشريرة، وللشياطين التي تدخل في شئون الإنسان، وتسد عليه طريق تفكيره وسلوكه.
وفي القرآن الكريم وفي السنة المطهرة النبوية وفي التراث الجاهلي بشعره ونثره الكثير من الأدلة والشواهد المثبتة لمبدأ تعدد الآلهة دون التنكر لفكرة الله خالق هذا الوجود، ودون إثبات الرازقية والخالقية والإماتة والإحياء وتدبير الأمور وغيرها لغيره سبحانه وتعالى، وسأذكر فيما يلي الأدلة على أن أغلب شرك العرب إنما كان في العبادة فحسب.
لقد نوع الله عز وجل في كتابه الكريم الدلائل على إقرار المشركين بتوحيد الربوبية وإشراكهم في الألوهية.
النوع الأول من الدلائل على ذلك: استدلال الله عز وجل واحتجاجه على مشركي العرب بإقرارهم بالخالقية والرازقية والإحياء والإماتة وتدبير