قال ابن كثير:(يقرر ـ تعالى ـ وحدانيته واستقلاله بالخلق والتصرف والملك؛ ليرشد إلى أنه الله الذي لا إله إلا هو ولا تنبغي العبادة إلا له وحده لا شريك له، ولهذا قال للرسول محمد صلى الله عليه وسلم أن يقول للمشركين العابدين معه غيره المعترفين له بالربوبية: أنه لا شريك له فيها، ومع هذا فقد أشركوا معه في الإلهية فعبدوا غيره معه، مع اعترافهم أن الذين عبدوهم لا يخلقون شيئًا ولا يملكون شيئًا ولا يستبدون بشيء ... فقال: (قل لمن الأرض ومن فيها)؛ أي مَن مالكها الذي خلقها ومَن فيها من الحيوانات والنباتات والثمرات وسائر صنوف المخلوقات؟ (إن كنتم تعلمون، سيقولون لله)؛ أي فيعترفون لك بأن ذلك لله وحده لا شريك له، فإذا كان ذلك (قل أفلا تذكرون) أنه لا تنبغي العبادة إلا للخالق الرازق لا لغيره؛ (قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم) ... (سيقولون لله قل أفلا تتقون) أي إذا كنتم تعترفون بأنه رب السموات ورب العرش العظيم أفلا تخافون عقابه وتحذرون عذابه في عبادتكم معه غيره وإشراككم به؟ ...
قال: وقوله: (فأنى تسحرون) أي فكيف تذهب عقولكم في عبادتكم معه غيره مع اعترافكم وعلمكم بذلك).