والمقصود: بيان كون هذه الشجرة مما كانت تعبد من دون الله.
ج- العزى: قال ابن حجر الطبري ـ رحمة الله عليه ـ: (كانت شجرة عليها بناء وأستار بنخلة ـ بين مكة والطائف ـ كانت قريش يعظمونها). كما قال أبو سفيان يوم أحد:(لنا العزى ولا عزى لكم)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم)).
وقد جاء في بعض الروايات أنه:(لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليد إلى نخلة، وكانت بها العزى، وكانت على ثلاث سمرات، فقطع السمرات، وهدم البيت الذي كان عليها ... ).
فهذه العزى أصلا شجرة ذات سمرات ثلاث، وقد عبدها المشركون.
أما عبادة النيران: فأصل هذه العبادة من المجوس، ولكنها تعود إلى عبادة الأفلاك والكواكب باعتبارها أقرب الأجسام المرئية إلى الله، وباعتبار أنها حية ناطقة، وأن ما يحدث في العالم فإنما هو على قدر ما تجري به الكواكب بأمر الله، ولما كانت الكواكب تختفي نهارًا وفي بعض أوقات الليل، فإنهم جعلوا لها أصنامًا وبيوتًا وهياكل سموها بأسماء الكواكب السبعة بما فيها الشمس والقمر، ولما كانت النار تشبه بضوئها ضوء الشمس والكواكب،