فإنهم عظموها تعظيمهم للشمس والكواكب، ويقال: إن ذلك كان زمن جم ملك الفرس.
وهذا هو أصل عبادة النيران، كما هو عند معظم الأمم الوثنية، وعند الصابئة الذين عرفت بعضهم جزيرة العرب، وهذا بدوره انتقل تأثيره إلى بعض القبائل العربية التي حدثتنا عنها كتب الرواية، بأنها عبدت النار وقدستها، من ذلك:
١ - قال ابن قتيبة في المعارف:(وكانت المجوسية في تميم، منهم زرارة بن عدس التميمي وابن حاجب بن زرارة ... ومنهم الأقرع بن حابس كان مجوسيًا، وأبو الأسود جد وكيع بن حسان كان مجوسيًا).
٢ - قال الآلوسي:(وصنف منهم ـ من العرب ـ عبدوا النار، وهم أشتات من العرب، وكان ذلك سرى إليهم من الفرس والمجوس ... ).
٣ - قال ابن القيم:(ومن تلاعبه وكيده: ما تلاعب بعباد النار، حتى اتخذوها إلهًا معبودة).
ثم إن لنا في النار التي تحدثنا عنها كتب الرواية أدل دليل على وقوع بعض العرب في عبادة النيران، فقد ذكر أهل الأخبار روايات عن نار عظيمة متنقلة كانت قد ظهرت في الجزيرة العربية فأضلت العرب وكادت تفتنهم وتؤدي بهم إلى المجوسية، لولا أن قيض الله لهم رجلاً منهم يدعى خالد بن سنان العبسي، فأخذ هراوة ثم شد على النار وهو يقول: (أبدًا أبدًا، كل هوى مود إلى الله