الأعلى، لأدخلنها وهي تتلظى). فانطفأت النار كأن لم تكن. وقد جاء في وصف هذه النار بأنها كانت تحكم بين النار، فتأكل الظالم ولا تضر المظلوم، وهي النار التي تحاكم إليها تبع ملك اليمن وقوم حمير ... .
ولكن مع خمود هذه النار فقد تأثر بها جماعة من العرب، حيث بقيت هذه العبادة في عرب تميم وما جاورها، وفي البحرين وعمان، ومن الأدلة على ذلك، وعلى تقديسهم النار: نار الحلف وحلفهم بالرماد والنار وفي نار الاستمطار أو الاستسقاء، ونار المهول وسواها من النيران، لنا فيها جميعًا ما يفيد أو يشير على الأقل إلى شيوع هذه العبادة الأرضية عند العرب في الجاهلية.
أما عبادة القبور والأسلاف:
فقد وجد من العرب من كان يعبدها ولا سيما قبر السيد المطاع في قومه، قد يتحول إلى حرم مقدس وإلى مقر للعبادة، تنال عنده البركة والشفاعة، فيقيمون عنده ويعكفون وينحرون، وللقبر مكانة سامية عند الجاهليين، هذا إذا كان صاحب القبر سيد القوم وأميرهم، أو كان من الصلحاء المعروفين لديهم، إذ كنت تجدهم يرفعون فوقه القبة فيحتمي إليه الخائفون والعائذون.
ولعل من أبرز هذه المظاهر:
١ - قبر حاتم طيئ: الذي غدا مقر الضيفان وملاذ التائهين في الجاهلية، وقد وصفه بعضهم بقوله: (رأيت قبر حاتم الطائي ببقة أو ببيعة، وإذا قدر