ب- عن ابن عباس قال:((إن رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إني لأجد في صدري الشيء لأن أكون حممًا أحب إليّ من أتكلم به، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أكبر، الحمد لله الذي ردّ أمره إلى الوسوسة)).
انظر كيف عالج الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الشك في الربوبية، حيث أمره بردّه إلى الوسوسة حتى لا يتمكن في القلب، وبها سدّ باب الشرك في الله سبحانه.
ومن أمثلة عناية الرسول صلى الله عليه وسلم بجانب توحيد الأسماء والصفات وسدّه جميع أنواع شرك التعطيل فيه: بيانه صلى الله عليه وسلم بيانًا كافيًا شافيًا لهذا الأمر، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في الحموية الكبرى:(فإن الله سبحانه وتعالى بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد ... محال مع هذا وغيره أن يكون قد ترك باب الإيمان بالله، والعلم به ملتبسًا مشتبهًا، ولم يميّز ما يجب لله في الأسماء الحسنى والصفات العُلى، وما يجوز عليه، وما يمتنع عليه، فإن معرفة هذا أصل الدين، وأساس الهداية ... ومن المحال أيضًا أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد علّم أمته كل شيء، حتى الخِراءة ... أن يترك تعليمهم ما يقولونه بألسنتهم، ويعتقدونه بقلوبهم في ربّهم، ومعبودهم، ربّ العالمين، الذي معرفته غاية المعارف ... بل هذا خلاصة الدعوة النبوية، وزبدة الرسالة الإلهية ... ).