للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يشركون بعده، فكان كذلك، ووقع ما أنذر به من التنافس في الدنيا).

ج- أو يقال: (لعلّ النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك قبل أن يعلم ويوحى إليه بأن طوائف من الأمة سوف يضلون ويشركون).

ومن هذه الشبة أيضًا:

٢ - قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا يجتمع دينان في جزيرة العرب)).

وجه الاستدلال: (إن هذه البلاد بفضل الله طاهرة من كل رجس سالمة من كل شرك بإخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم).

يجاب عن هذه الشبهة: بأن هذا الفهم الذي ذكره هذا المفتون لم يفهمه المحدّثون ولا السابقون الأوّلون، بل المعنى الذي فهموا منه هو النهي عن التمكين لدينين أن يجتمعا في جزيرة العرب، وليس المقصود به نفيه، ولا نفي وجوده عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ كيف يمكن حمله على النفي وقد كان هناك أديان ـ لا دينان فقط ـ عند موت النبي صلى الله عليه وسلم وحتى في صدور الخلافة الراشدة في جزيرة العرب.

ثانيًا: لو حملنا الحديث المنسوب إلى النبي بهذا اللفظ على النفي لكنّا قد كذبنا الواقع؛ فإن جزيرة العرب في تحديدهم (جنوبًا وشمالاً: من عدن إلى ديار بكر، وشرقًا وغربًا: من العراق إلى مصر، فتدخل فيها اليمن، والحجاز، ونجد، والعراق، والشام، ومصر)، فإن قلنا بحمل الحديث على النفي

<<  <  ج: ص:  >  >>