فإننا قد فتحنا لغير المسلمين باباً للضحك على عقولنا في ردّ الأحاديث، بدلالة كذب الواقع له، فإن في هذه الديار المذكورة كم من الأديان، وكم من الكنائس أيضًا، وهي ما زالت معمورة من أول الإسلام حتى عصرنا الحاضر.
ثالثاً: أن ما ذكره هذا الضال من الحديث الذي رواه الإمام مالك في الموطأ، وما ورد أيضًا بلفظ:((لا يبقين دينان بأرض العرب))، وما رواه الإمام أحمد في المسند بلفظ:((لا يترك بجزيرة العرب دينان))، كل هذه الأحاديث إنما جاءت في سياق رواية وصية النبي صلى الله عليه وسلم وآخر عهده في حياته، وهي تدلّ صراحة على أن المراد بالحديث إنما هو النهي لا النفي كما فهمه هذا المفتون.
رابعاً: أن جميع من روى هذا الحديث من أصحاب الحديث كلهم ذكروه بعبارات تدل على أن المراد هو النهي، لا النفي، فمن هذه الروايات ما يلي:
١ - عن عمر بن الخطاب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:((لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب ... )).