والحديث جاء عند مسلم بلفظ:((لن يزال قوم من أمتي ظاهرين على الناس حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون)).
والمقصود: أن الروايات المطلقة في بعض الأحاديث تحمل على الروايات المقيدة، فإن من قواعد أصول الفقه حمل المطلق على المقيد إذا اتحد المحل والحكم، وهنا هكذا، لهذا قال الحافظ ابن حجر عند شرح الحديث:(أن بعض هذه الأمة يبقى على الحق أبدًا). ولا شكّ أن هؤلاء البعض هم المحدثون ومتبعو الآثار لا غيرهم من القبوريين كما نصّ عليه السلف.
ومما يتشبث به القبوريون في هذا الباب:
٥ - عن عائشة قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزّى)) فقلت: يا رسول الله! إن كنت لأظن حين أنزل الله تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) إن ذلك تام، قال:((إنه سيكون من ذلك ما شاء الله، ثم يبعث الله ريحًا طيبة فتوفى كل من في قلبه مثقال حبة من خردل إيمان، فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم)).