للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أين الدليل العلمي القاطع الذي يثبت صدق دعواكم أن المادة وجدت من الأزل؟ وكل ما ذكرتموه من الاستدلالات بأنها سابقة الفكر، وأنها لا تنشأ عن لا شيء، وما لا يمكن إفناؤه لا يمكن أن يخلق. هذه الشبهات الثلاثة السابقة الذكر ليست إلاّ تخمينات وظنون وليس عليها أيّ دليل علمي قاطع. فكيف تؤمنون بالنظريات هذه وأنتم ما أثبتموها إلاّ بالظنون الكاذبة، ولم تؤمنون بالخالق المبدع مع أنّ آثار وجوده ظاهرة وباهرة؟ .

٣ - مخالفة الشيوعية للمنهج العلمي: وذلك؛

أن فلسفتهم المادية هي ـ حسب زعمهم ـ الفلسفة العلمية الوحيدة التي تتفق وسائر العلوم، ومن شأن المنهج العلمي الطبيعي ـ كما هو معروف ـ الاقتصار على الكون المادّي، وعدم تجاوزه إلى ما وراءه، لأن وسائله التي يعتمدها هي الملاحظة والتجربة، وهذه الوسائل قاصرة عن إدراك ما وراء الكون المادّي، فهي لا تملك إزاءه أية وسيلة للنفي أو للإثبات. فكان الواجب على الماركسية والشيوعية أن تلتزم بموضوع هذا المنهج ولا تتجاوزه إلى غيره، فتركز همّها في دراسة الكون المادّي ولا تتعداه إلى غيره، ولكنها أقحمت نفسها بشيء خارج عن مجال خطته التي خطها لنفسه، فتقحمت عالم الغيب، وأنكرت وجود الله سبحانه.

٤ - مخالفة المادة ـ التي زعموا أنها أزلية ـ خصائص الأزلية المعترف بها لدى جميع العقلاء، والمعترف بها لدى الشيوعيين أيضًا لزاماً: وذلك:

أن الأزلي كما هو مجمع عليه عند العقلاء لابدّ أن تتوفر فيه الشروط الآتية:

١ - أن يكون وجوده من ذاته ومتوقفاً على ذاته، ومن ثم فإنه يكون مستغنياً في وجوده وفي بقاء هذا الوجود واستمراره عن غيره، ولا يستطيع غيره أن يؤثر

<<  <  ج: ص:  >  >>