للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه في إيجاد أو تحويل أو إعدام.

٢ - أن يكون قديمًا لا بداية له؛ لأنه لو كانت له بداية لكان محدثاً من العدم، فلا يكون أزليًا.

٣ - أن يكون باقيًا لا نهاية له؛ لأنه لوكانت له نهاية لكان هناك من يستطيع إفناءَه.

والماديون عمومًا يسلّمون بهذه الشروط الواجب توافرها فيما هو أزلي، ولكنهم يحاولون تطبيقها على المادة، ويزعمون أنها أزلية، فهل المادة كذلك؟ هذا ما سيحقق فيما يأتي في الردّ الخامس وما بعده.

٥ - أدلة حدوث الكون أو المادة:

وهذه الأدلة يمكن تقسيمها إلى مجموعتين:

المجموعة الأولى: في بيان الأدلة العقلية الفلسفية القديمة:

وأصل هذه الأدلة: هو إثبات وجود العالم من ظاهرة التغير الملازمة لكل شيء فيه، وذلك؛ أن التغير نوع من الحدوث للصورة والهيئة والصفات، وهذا الحدوث لابدّ له من علة، وتسلسلاً مع العلل للمتغيرات الأولى سنصل حتمًا إلى نقطة بدء نقرر فيها أن هذا الكون له بداية في صفاته وأعراضه، وفي ذاته ومادته الأولى، وحينما نصل إلى هذه الحقيقة لابدّ أن نقرر أن هناك خالقًا أزليًا ـ لا يمكن أن يتصف بصفات تقتضى حدوثه ـ وهذا الخالق هو الذي خلق هذا الكون وأوجده بالصفات التي هو عليها. والذي يوضح ذلك ما يلي:

<<  <  ج: ص:  >  >>