للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحامدي ينفي جميع الصفات الإلهية عن الله سبحانه، بقوله: (فلا يقال عليه حي، ولا قادر، ولا عالم، ولا عاقل، ولا كامل، ولا فاعل؛ لأنه المبدع الحيّ القادر العالم التام الكامل الفاعل، ولا يقال له ذات؛ لأن كل ذات حاملة للصفات).

ويقول الآخر منهم: (الحمد لله الذي ليس بمرئي فيكيف، ولا بموصوف فيوصف ... ). فهؤلاء يزعمون أن جميع الأسماء والصفات الإلهية، إنما تليق بمبدعاته التي هي الأعيان الروحانية، ومخلوقاته التي هي الصور الجسمانية، فأسماء الله الحسنى التي ذكرت في القرآن الكريم ما هي إلا إشارة إلى حدود الروحانية العلوية والجسمانية السلفية، ويؤولون قوله تعالى: (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) بأن المقصود بالأسماء هي الحدود، أي يطلبون الوصول إلى توحيد الله من جهتهم، وذلك أن الإسماعيلية تزعم أن الله لم يخلق العالم خلقًا مباشرًا، وإنما أبدع الله تعالى (الكاف) واخترع (النون)، وأن من الكاف والنون أقام الله العالم العلوي والعالم السفلي.

فتوحيد الله الصحيح عندهم ـ كما يزعمون ـ هو معرفة حدوده، وسلب

<<  <  ج: ص:  >  >>