للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأول والحجاب المفضل، وظهر عنه التالي مخترعًا من نوره، ثم ظهرت جميع الموجودات منها وبهما، فالفيض الأول هو أصل الإيجاد، وهو المبدأ وإليه المعاد.

ويقولون: العقل الأول أو المبدع الأول هو الذي رمز إليه تعالى بـ (القلم) في الآية الكريمة: (نْ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ)، وعلى هذا، فالقلم هو الخالق المصور، وهو الذي أبدع النفس الكلية التي رمز إليها القرآن بـ (اللوح المحفوظ)، ووصفت بجميع الصفات التي هي للعقل الكلي، إلا أن العقل كان أسبق إلى توحيد الله وأفضل، فسمّي بـ (السابق) وسميت النفس بـ (التالي) وبواسطة العقل والنفس وجدت جميع المبدعات الروحانية والمخلوقات الجسمانية.

فالخالق عند الإسماعيلية إذن هو العقل الكلي والنفس الكلية، وإذا ذكر الله عندهم فالمقصود هو العقل الكلّي.

وممّا لا شك فيه: أن هذا المنهج الباطني سلاح ذو حدين، فهو إمّا أن يتجه إلى تثبيت المذهب الإسماعيلي، وإمّا إلى محاولة القضاء على الإسلام كله، ومعتقدهم في الألوهية والتوحيد من هذا القبيل، (فظاهره التوحيد .. وباطنه الكفر المحض والانسلال عن ربقة الدين).

<<  <  ج: ص:  >  >>