أنهم يعتقدون هذه الأمور وينكرون صفات الله جل وعلا دون إبداء أي دليل أو شبهة قوية يوقف عندها، وإنما هي ادعاءات تقريرية غير برهانية، ولا ينبغي الاشتغال بالردود عليها. وإنما ينفع معهم سلطان القوة لا سلطان الحجة.
الصنف الثاني: المشركون بالله في الربوبية بتعطيل أفعال الله جل وعلا:
لقد وجدت في هذا العصر عدة فرق، أشركت بالله جل شأنه بتعطيله عن أفعاله. وبيان هذه الفرق والطوائف مع بيان ما عندهم من الشرك في الفروع التالية:
الفرع الأول: الباطنية:
والفرق التي وقعت منها في هذا النوع من الشرك ما يلي:
أ- الإسماعيلية: مع اختلاف نحلهم وفرقهم كلهم وقعوا في هذا النوع من الشرك، ويتمثل ذلك في أشياء: من أبرزها:
الأول: إنكارهم للبعث واليوم الآخر.
الثاني: اعتقادهم إرسال الرسل، حيث زعموا أن النبوة فيض خاص من العقل الأول على التالي، وليست من عند الله جل شأنه.
الثالث: إنكارهم الشريعة والقول بنسخها.
أما إنكارهم البعث واليوم الآخر: فيظهر ذلك جليًا في اعتقادهم بالتناسخ، حيث يزعمون أن الإنسان إذا مات ينتقل روحه إلى رجل آخر وهكذا دواليك، فمما قالوا في البعث والنشور: أنه (قيام النفوس الجزئية المفارقة للمدركات الحسية والآلات الجسدانية، وقيام الشرائع والأديان، بظهور صاحب الزمان