فالناحية الأولى التي يشتاق فيها الحق إلى الخلق نتيجة الحلول، والثانية التي فيها شوق الخلق إلى الحق تنتج الاتحاد، أو بعبارة أخرى: يرى الاتحادي أن المخلوق المصطفى يرتفع بنفسه ويصفو ويسمو بروحه إلى حضرة الذات العلية حتى يتحد بها، ويفنى فيها ولا يبقى له أثر، بينما يرى الحلولي أن الله تعالى يتنازل عن علياته عز وجل فيحل في بعض المصطفين من عباده.
تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا، ولذلك كثيرًا ما نجد الاتحاديين يعبرون عن رحلتهم إلى الاتحاد بالمعراج، يقول ابن الفارض:
ومن أنا إياها إلى حيث لا إلى عرجت وعطرت الوجود برجعتي
وقال شارحه: يعني عرجت من مقام أنا: إياها ـ وهو ابتداء الاتحاد.
ومن قولهم: أنا الحق، (لا إلا إلا أنا فاعبدني) إلى أن وصلت لا مقام لا نهاية فيه، وعطر الوجود برجوعه لاتصافه بصفات الرحمن واتحاده بذات الملك الديان). فهذا هو الفرق بين الحلول والاتحاد عند الصوفية.
المذهب الثالث: مذهب وحدة الوجود:
(وهو مذهب فلسفي صوفي يوحد بين الله والعالم، ولا يقر بوجود واحد هو الله وكل ما عداه أعراض وتعينات له).