الشديد الذي أدى به إلى أن يتجاوز بالرسول منزلة العبودية إلى منزلة الألوهية والربوبية؛ حيث توجه إليه بطلب الاستغاثة، ووصفه بأنه هو الذي ينجيه من الكربات ومن هلاك يوم القيامة، وأنه ليس له غيره منج له.
٨ - ومثل هذا ما جاء عن البرعي:
فخذ بيدي وجد بالعفو يا من ... إذا ناديته لبى سريعًا
وقل عبد الرحيم غدا رفيقي ... وما يخشى رفيقك أن يضيعا
يا سيدي يا رسول الله خذ بيدي ... في كل هو من الأهوال ألقاه
إن كان زارك قوم لم أزر معهم ... فإن عبدك عاقته خطاياه
يا صاحب القبر المقيم بيثرب ... يا منتهى أملي وغاية مطلبي
يا من نرجيه لكشف عظيمة ... ولحل عقدٍ ملتوٍ متصعب
يا من يجود على الوجود بأنعمٍ ... خضرٍ تعم عموم صوب الصيب
يا غوثَ من في الخافقين وغيثهم ... وربيعهم في كل عام مجدب
يا رحمة الدنيا وعصمة أهلها ... وأمان كل مشرّقٍ ومغرّبٍ
وهناك أبيات أخرى للبرعي توجه فيها إلى الرسول بالدعاء والاستغاثة، وإنما ذكرت هنا نماذج من شركه في الربوبية في القدرة الكاملة، وشركه في العبادة في الدعاء لغير الله.
إذا نظرنا إلى هذه الأبيات التي قالها البرعي مادحًا بها الرسول صلى الله عليه وسلم نرى أنه قد غلا في مدح الرسول غلوًا شديدًا، حتى وصل به هذا اللغو إلى أن يصرف