عبادات لا يجوز صرفها لغير الله عزوجل، حيث توجه إلى الرسول بالدعاء والاستغاثة وطلب منه أن يأخذ بيده، وصرح بأنه إذا نادى الرسول فإنه ينفذ له مطلوبه، وطلب من الرسول أن ينجيه من كل الأهوال التي تصيبه في هذه الدنيا، ووصفه أيضًا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي يجود بالنعم لكل ما في هذا الكون، وأخيرًا وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه مغيث كل من في الخافقين، وأنه أمان لكل من في المشرق والمغرب.
وهذه الأوصاف كلها لا تليق إلا بالله عز وجل، وأغلبها من الشرك في القدرة الكاملة، ولكن الغلو الزائد أوقع البرعي في هذه الشركيات التي نراها واضحة في هذه الأبيات التي أوردناها عنه، وهي لا تحتاج إلى الإيضاح والبيان؛ لأن الاستغاثة والتوجه إلى الرسول بالدعاء والالتجاء إليه في الشدائد واضح فيها من أولها إلى آخرها. وإذا لم تكن مثل هذه الألفاظ شركًا فليس هناك شيء يسمى شركًا.
٩ - ويقول آخر:
أنشأك نورًا ساطعًا قبل الورى ... فرد الفرد والبرية في العدم
ثم استمد جميع مخلوقاته ... من نورك السامي فيا عظم الكرم
فلذا إليك الخلق تفزع كلهم ... في هذه الدنيا وفي اليوم الأهم
وإذا دهمتهم كربة فرجتها ... حتى سوى العقلاء في ذاك منتظم
جد لي فإن خزائن الرحمن في ... يدك اليمنى وأنت أكرم من قسم
إذا نظرنا في هذه الأبيات السابقة نرى فيها الغلو الزائد في الرسول صلى الله عليه وسلم واضح فيها؛ حيث ادعى فيها بأن الرسول أول مخلوق، وأنه مخلوق من نور،