وقال في بغية المستفيد:(وأما مكاشفته ... بمعنى إخباره بالأمر قبل قوعه يقع وفق ما أخبر به، فلا يكاد ينحصر ما حدث به الثقات عنه ... ومن إخباره بالغيب عن طريق كشفه ... إخباره بأمور لم تقع إلا بعد وفاته إما بالتصريح أو التلويح).
إذا نظرنا في النصوص السابقة نرى بوضوح أن علي حرازم قد وصف شيخه بأنه كان يعلم ما في ضمائر الناس، وكان يخبر بالمغيبات ويعلم عواقب الأمور التي تصير عليها في النهاية، وأنه كان يخبر الأمر قبل وقوعه، وأنه ينبغي على كل مريد أن يعتقد أن شيخه مطلع عليه أينما كان، وهذه أمور غيبية لا يمكن أن يعلم بها أي مخلوق مهما كان؛ لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا ولي؛ لأن علم الغيب خاص بالله عز وجل، وكما نرى علي حرازم فقد اعتقد في شيخه بأنه يعلم الغيب وبهذا يصبح بأنه أشرك شيخه في خاصية اختص الله بها من بين مخلوقاته جميعًا.
وقال البريلوي أحمد رضا مؤسس الطريقة البريلوية إحدى الطرق الصوفية بالقارة الهندية ناقلاً عن أمثاله من المتصوفة:
(إن النبي لا يخفى عليه شيء من الخمس المذكورة في الآية الشريفة، وكيف يخفى عليه ذلك والأقطاب السبعة من أمته الشريفة يعلمونها وهم دون الغوث فكيف بسيد الأولين والآخرين الذي هو سبب كل شيء ومنه كل شيء؟ !