فهذه بعض الآيات القرآنية الدالة على أن علم الغيب صفة مختصة بالله تعالى، وأن الأنبياء عليهم السلام، والأولياء، والملائكة، والجن، لا يعلمون المغيبات.
والله تعالى هو وحده عالم الغيب والشهادة، وهو وحده علام الغيوب، وعنده وحده مفاتيح الغيب، وهو وحده يعلم الأمور الخمسة المذكورة في آخر سورة لقمان، وهو وحده يعلم السر وأخفى، وهو وحده يعلم ما في الصدور، وهو وحده لا تخفى عليه خافية، وقد تقدم في هذه الآيات أنه لا يعلم أحد في السموات والأرض الغيب غير الله تعالى، وأن الأنبياء لا يعلمون الغيب.
وأن الأولياء كأصحاب الكهف، ومريم، وغيرهم لم يكونوا يعلمون الغيب، وأن الله تعالى قد ساق في كتابه كثيرًا من أخبار أنبيائه وأوليائه دليلاً على أنهم لم يكونوا يعلمون الغيب، كقصة آدم والملائكة وإبراهيم، ولوط ويعقوب ويوسف وزكريا وعزير ومريم وأصحاب الكهف، وغيرها، وهي كلها أدلة قاطعة على أنهم لم يكونوا يعلمون الغيب كله، وهكذا الجن لم يكونوا يعلمون الغيب.
الرد عليهم من السنة النبوية ووقائع من السيرة العطرة:
السنة النبوية مليئة بالأدلة على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم الغيب، فضلاً عما يدعيه المتصوفة معرفة علم الغيب لأوليائهم. سأورد فيما يلي بعض الأحاديث الدالة على أن علم الغيب ليس إلا عند الله جل وعلا.
الحديث الأول:
حديث جبريل المعروف المشهور، وفيه قال جبريل:(متى الساعة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما المسؤول عنها بأعلم من السائل)) ... في خمس لا