للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن يتوقع منهم النيل من عرضه، والإساءة إليه في أحب أهله إليه، ولذا كانت الحادثة شديدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، تحمل في طياتها دروسًا وعبرًا؛ من أهمها بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم وكونه لا يعلم الغيب، بل الغيب من علم الله الخالص، إذ لو كان يعلم الغيب لبادر إلى تكذيب المفترين لأول وهلة، وبادر إلى بيان تبرئة عائشة دون أي شك ولم يلبث القلق والضيق معه إلى شهر، ولم يذهب إلى زوجه ولم يقل: ((يا عائشة، قد بلغني عنك كذا وكذا، فإن كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه)).

فهذه الحادثة صريحة في أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم المغيبات.

الحديث العاشر: ما جاء في قصة بيعة الرضوان:

ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما وصل إلى الحديبية في عمرته بركت ناقته هناك لأمر يعلمه الله، ثم أوفد عثمان رضي الله عنه إلى مكة لإعلامهم بأنه لم يأت ليشن حربًا عليهم، وإنما جاء زائرًا للبيت ومعظمًا لحرمته.

قال ابن إسحاق: فحدثني عبد الله بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه أن عثمان قد قتل قال: ((لا نبرح حتى نناجز القوم))، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة، فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة.

ومن أهم الدروس التي ينبغي الاهتمام بها في هذه القصة أن خبر مقتل عثمان لما أشيع وبلغ النبي صلى الله عليه وسلم صدقه واقتنع بصحته إلى حدٍ كبير، فتحول في

<<  <  ج: ص:  >  >>