للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علمه ببعض المغيبات دليلاً على علمه بكل غيب، فلئن كان بشر بعض أصحابه بالجنة إطلاع الله له على حالهم، فإنه لم يكن ما حال بعضهم الآخر، ذلك لأن معرفة ما يئول إليه حال الإنسان يوم القيامة غيب لا يعلمه إلا الله.

فهذه بعض نصوص الشرع تدل على أن علم الغيب من خصائص الربوبية لا يعلمه أحد إلا ما أعلمه الله عز وجل أحد خلقه، فمن أثبت هذا العلم لغير الله فقد نازع الله في ربوبيته في علمه المحيط الشامل لكل شيء، ومعلوم أن هذا شرك بالله في ربوبيته بالأنداد في صفته العلم المحيط.

الفرع الثالث: مظاهر الشرك بالله في الربوبية بالأنداد في صفته العلم المحيط لدى السحرة:

لقد سبق معنا كيف يكون السحر شركًا في الربوبية، ومتى يكون، وإنما ذكرته هاهنا لوجود ظاهرة السحر والتسحر في العصر الحديث بصفة عامة في جميع دول العالم، بل ترى الآن هناك محافل وأندية للسحرة ولهم سلطة عجيبة على كثير من الملوك، وقل ما تجد صحيفة يومية أو أسبوعية إلا وفيها إعلان عن تعليم السحر، وإبرازه بأنه فن من الفنون المحمودة. والناس دائمًا يهرولون إليهم بغية معرفة الأخبار السرية أو طلبًا للتنبؤات ـ كما يسمون ـ المستقبلية، ويعتقدون معرفتهم بالمغيبات. وهذا لا شك في كونه شركًا بالله في الربوبية في صفته العلم المحيط.

الفرع الرابع: مظاهر الشرك بالله في الربوبية بالأنداد في صفته العلم المحيط لدى الكهنة والمنجمين والعرافين وأصحاب الطرق:

سبق معنا ذكر كون الكهانة والتنجيم والعرافة شركًا بالله جل شأنه في صفته

<<  <  ج: ص:  >  >>