للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العلم المحيط لكل شيء، وهنا أذكرهم على أن هذه الظاهرة من الكهانة والعرافة والتنجيم موجودة بشكل عام في جميع بلدان العالم، فقل ما تذهب إلى دولة إلا تجد هناك في الشوارع أناساً جالسين وأمامهم لوحة كبيرة مكتوب عليها: (تعرّف على مستقبلك)، أو (هنا نستطيع أن نقرأ خطوط أيديك ونخبرك بما سيحدث لك أو ما حدث)، أو (نحن نستطيع أن نختار لك أحسن الحجر الذي سينفعك في مستقبل عمرك بمعرفة برجك)، أو مثل هذه العبارة.

وهناك من العلماء ما زالو ينظرون إلى حروف أبي جاد المعروف، حيث يأخذون اسم الرجل واسم والدته ثم يقسمونه على عدد معلوم ثم يقولون له: إنه سيحدث لك مثل هذا أو ذاك، ومعلوم أن هذه كلها من العرافة التي فيها ادعاء علم المغيبات التي اختص الله بها نفسه.

وهناك طائفة أخرى من الناس تراهم يعلنون دائمًا في الصحف: (إن كان ولادتك في يوم كذا فأنت من حظ الجدي مثلاً، أو العقرب مثلاً، وأنت ستكون محظوظًا في يومك هذا، أو شهرك هذا، أو يقولون: ستكون محظوظًا في يومك هذا، أو شهرك هذا، أو يقولون: ستكون لك مصائب عن قريب، أو سيكون هناك انحطاط جسدي أو فكري أو تجاري، أو مثل هذه العبارة. ولا شك أن هذه كلها من الشرك بالله في الربوبية بالأنداد في صفته العلم المحيط.

وأعظم من تتمثل فيهم الصوفية، فإن الذي يسبر أحوالهم، ويطلع عليها، يعلم علم اليقين أن أكثر مشايخ الطرق ما بين كاهن وعراف، فادعاء علم الغيب عندهم كأنه من مستلزمات الولاية والكرامة، ويسمون ذلك بـ (الكشف).

كما أن الكهانة منتشرة بين كثير من الخرافيين الذين يدعون معرفة الغيب،

<<  <  ج: ص:  >  >>