للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقيل له هو مغمور، فقال: استأذنوا لي فإن أذن فذاك وكان لنصيب ناحية من عَبْد العزيز فأذن له فلما رأى شدة مرضه قال:

ونعود سيدنا وسيد غيرنا ... ليت التشكي كان بالعوّاد

لو كان يقبل فدية لفديته ... بالمصطفى من طارفي وتلادي

فلما سمع عَبْد العزيز قوله فتح عينيه وأمر له بألف دينار واستبشر بذلك آل عَبْد العزيز وفرحوا به ثم مات. وكانت وفاته فيما ذكر بْن بكير عَن الليث ليلة الاثنين لاثنتي عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ست وثمانين.

وفي ذلك يقول الفرزدق:

يا أيها المتمني أن تكون فتى ... مثل ابن ليلى فقد خلا لك السبلا

اذكر ثلاث خصال قد عرفن له ... هَلْ سب من أحد أو سب أو بخلا

لو يضرب الناس أقصاهم وأولهم ... في شفة الأرض حتى يحزموا الإبلا

يبغون أفضل أهل الأرض لم يجدوا ... مثل الذي غيروا في لحده رجلا

فلما توفي عَبْد العزيز أمر عَبْد الملك على مصر عُمَر بْن مروان، قال: فأقام شهراً إِلَّا ليلة ثم صرف.

وولي عَبْد اللهِ بْن عَبْد الملك وهو صاحب مسجد عَبْد اللهِ الذي بفسطاط مصر وإليه ينسب فأراد عزل ابْن خديج فاستحيي أن يعزله من غير شيء، ولم يجد عليه مقالاً ولا متعلقاً فولاه مرابطة الإسكندرية.

وولي القضاء والشرطة عِمْرَان بْن عَبْد الرحمن بْن شرحبيل بْن حسنة فلم يزل على ذلك إِلَّا سنة تسع وثمانين فغضب عليه عَبْد اللهِ بْن عَبْد الملك في شيء لم يسلم لنا، فحبسه في بيت وأمر أن يقطع له ثوب من قراطيس ويكتب فِيْهِ عيوبه ثم يلبسه ويوقف للناس حتى يرجع من مخرجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>