قد كتب الحديث عَن الناس، وكانت له سن عالية، قدم علينا بغداد سنة أربع وخمسين ومائتين فكتبنا عنه، وخرج إِلَى سر من رأى فولي قضاء الجبل فلم يزل عليها إِلَى أن مات.
[يرفض بيع ضيعة يتيم للأمير]
أَخْبَرَنِي جعفر بْن حمدون وغير واحد سمعوا عبيد الله بْن سليمان بْن وهب يقول: كنت مع موسى بْن بغا بالجبل فمررنا بضيعة فاستحسنها موسى وقَالَ لي: اشتريها وكانت في يد أَحْمَد بْن بديل فوجهت إليه في بيعها فقال: لاسبيل إِلَى ذلك هي ليتيم وهو موسر وهي مغلة فأرغبته وزدته فأبى فقلت له: إنها للأمير موسى بْن بغا فَقَالَ لي: إنها لله رب العالمين هَلْ هو إِلَّا العزل، قال: فأخبرت موسى فقال: لا تعرض له. وكان إِذَا جاء بعد ذلك أكرمه ورفع مجلسه وأراح عليه في أرزاقه.
وحدث أحاديث غلط في بعضها كتبت عنه ببغداد في سنة أربع وخمسين ومائتين هذه الأحاديث، فيها:
عن حفص بْن غياث عَن الأعمش عَن ابن أبي الزبير عَن جابر أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: لتأخذ أمتي مناسكها لعلي لا ألقاهم بعد عامي هَذَا" وبلغني أنه حدث به بسر من رأى عَن حفص عَن ابن جريج وهو الصواب.
وحَدَّثَنَا أيضاً عَن حفص عَنْ عَبْدِ اللهِ بْن عُمَر عَن نافع عَن ابن عُمَر أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقرأ في ركعتي المغرب بـ:{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون: ١} و: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص: ١} .
وهَذَا لا يعرف ولا تعرف له علة وإنما حدث أَبُو معاوية الضرير عَن عبيد الله عَن نافع عَن ابن عُمَر أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قرأ في المغرب بـ:{الَّذِينَ كَفَرُوا [البينة: ١} حدث به عَن أبي معاوية يحيى بْن معين وأَبُو عمار المروزي حَدَّثَنِيه جعفر الطيالسي عَن يحيى بْن معين وأصحابنا عَن أبي عمار. وقيل: إن أبا معاوية غلط في رفعه.