يقول: قيل لسوار في أربعة شهدوا على رجل بالزنا، وشهد أربعة على الأربعة فلم يدر ما يقول، فَقَالَ لي: ما تقول يا أبا عَبْد اللهِ ? فقلت: حَدَّثَنِي زفر عَن أبي حنيفة أن هَذَا تهاتر لا يقبل شهادة أحد منهم.
ولاية يحيى بْن أكثم قضاء البصرة
وكان قدومه إياها يوم الأربعاء لخمس خلون من شهر رمضان سنة اثنتين ومائتين. وكان يحيى قاهر الأمره شديد الأشراف عليه، سائساً لأصحابه، صارماً في القضاء، لا يطعن عليه فيه؛ على أنه قرف بأمور لا يعرف بها القضاة.
أَخْبَرَنِي السري بْن مكرم، قال: كتب المتوكل إِلَى أَحْمَد بْن حنبل، يسأله عَن رجلين، أحدهما يحيى بْن أكثم، فكتب إليه:
أما فلان فلا ولا كرامة، وأما يحيى بْن أكثم فقد ولى القضاء، فما طعن عليه فيه. وكان على البصرة حين قدمها يحيى مُحَمَّد بْن حرب بْن قطر بْن قبيصة بْن المخارق الهلالي، خليفة لصالح بْن الرشيد، فاستعمل مُحَمَّد بْن حرب بْن علي أحكام الجامع عَبْد اللهِ بْن عَبْد اللهِ بْن أسد الكلابي، فكان يحكم في الشيء من الديون، ويفرض للمرأة على زوجها، وما صغر قدره من الأحكام، فأرسل إليه يحيى بْن أكثم: لا تحكمن في أكثر من عشرين درهم فألزمك ذلك في مالك، فأرسل إليه عبيد الله يخبره: أنه لا يلتفت إِلَى ما أرسل إليه، فأمر يحيى بْن أكثم، من ينادي على رأسه في مقعده، فشد عَبْد اللهِ قمطره وأشرف إِلَى مُحَمَّد بْن حرب فأعلمه، فوجد مُحَمَّد بْن حرب جماعة من أعوانه، وأمرهم أن يأتوا بمن وجدوا من أمناء يحيى وذراعه، فانتهوا إِلَى المسجد الجامع، وقد قام يحيى فوجدوا الصلت بْن مسعود القيسي، واسحق بْن إسماعيل بْن حماد بْن زيد، فجاءوا بهم إِلَى حمد بْن حرب، فحكوا عَن إسحاق بْن إسماعيل كلاماً فِيْهِ بعض الغلظة، ولم يحكوا عَن الآخرين شيئاً، فلما صاروا إِلَى مُحَمَّد سل الأعوان صلتاً