رواية، وكتب إليه بشيء من شعره، قَالَ: على رويتهما ولا حفظتهما إِلَّا من كتاب الأنصاري، ويسأله في كتابه أن يمهد له عند المبيضة ليقره على القضاء والشعر:
حتى إِذَا منعت سماء قطرها ... ومضى الشتاء وزال كل زوال
فهناك فانظر في جمادي وقعة ... بقرى السواد تشيب كل قذال
يزيد الوقعة التي أوقعها أَبُو السرايا إبراهيم بْن المسيب، وكانت في جمادي بعد انقطاع من الأمطار، ولما انقضى أمر المبيضة دخل الْحَسَن بْن سهل العراق وصار إِلَى مدينة السلام، عزل الأنصاري عَن القضاء، وولى يحيى بْن أكثم قضاء البصرة.
فأَخْبَرَنِي أَبُو خالد المهلبي؛ قال: حَدَّثَنِي أبي، عَن إسحاق بْن إسماعيل بْن حماد بْن يزيد، قال: سمعت الأنصاري يقول أيام المبيضة: أني لأحسب كل ما يصنع هؤلاء في عنق فلان.
قَالَ: أَبُو خالد: وبلغ الأنصاري أن ابن أبي عنبسة قَالَ: لما عزل عَبْد اللهِ بْن سوار وولى الأنصاري:
نعب الغراب ومن ينفض رأسه ... في الحر بين مصوب ومصعد
يمضى على سنن الشمال مغرداً ... ويروح حين يروح غير مغرد
فزجرته إن قلت يقعد عالم ... بالحكم يصرف جاهلاً عَن مقعد
عزل ابن سارق عنز أَحْمَد واستوى ... في مجلس الحكم ابن خادم أَحْمَد
سيان هَذَا وذا إن فضلا ... في العلم والتقوى وطيب المحتد
لا يبعد القوم الذين تجردوا ... بعد ابن سوار لغسل المسجد
قَالَ: أَبُو خالد فضمنه الأنصاري من الأموال الحشرية ألف دينار، ثم زعم قوم أنه بعث بكتاب الضمان إليه.
أَخْبَرَنِي إبراهيم بْن عُثْمَان عَن عباس بْن ميمون قال: سمعت الأنصاري