أما ترى ما يصنع هؤلاء الجهال ? فَقَالَ لَهُ إسماعيل: اسكت لو كان رسول الله صلى الله حياً لعزى بهذه.
حَدَّثَنِي الحسين بْن مُحَمَّد بْن مصعب قال: حَدَّثَنِي قيس بْن بصير الأسدي قال: سمعت إسماعيل بْن حماد بْن أبي حنيفة قال: قَالَ: رجل لشيخ: هَذَا أبي لا بل هَذَا؛ قال: يكون الأول أباه؛ وإن قال: هَذَا أخي لا بل هَذَا قال: يكون الأخير أخاه لأنه إنما أقر على أبيه وإن قال: هَذَا ابني لا بل هَذَا قال: يكونان جميعاً ابليه.
أَخْبَرَنِي إبراهيم بْن أبي عُثْمَان قال: حَدَّثَنِي العباس بْن ميمون؛ قال: سمعت مُحَمَّد بْن عَبْد اللهِ الأنصاري يقول: ما ولي القضاء من لدن عُمَر بْن الخطاب إِلَى يوم الناس أعلم من إسماعيل بْن حماد بْن أبي حنيفة، ولو وليكم وهو صحيح لفرغ من أحكامه في سنة، فَقَالَ: أَبُو بكر الجني: يا أبا عَبْد اللهِ ولا الْحَسَن بْن أبي الْحَسَن قال: ولا الْحَسَن.
قال: وحَدَّثَنِي العباس بْن ميمون، قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عُمَر العنبري، وغيره من أهل المسجد؛ قالوا: حضرنا إسماعيل بْن حماد، حين قدم على قضاء البصرة عند وجوه أهلها، فَقَالَ لَهُ أَبُو عُمَر الخطابي: أصلح الله القاضي إن رأيت ألا تجيز شهادة أصحاب الأهواء، قال: ولم ? قال: لإحداثهم، قال: فلو شهدت أهل الجمل ما كنت تجيز شهادتهم وهم يقتل بعضهم بعضاً ? قال: فأفحم والله.
قال: وحَدَّثَنِي العباس، قال: لما عزل إسماعيل عَن البصرة منعوه فقالوا: عففت عَن أموالنا وعن دمائنا، قال: وعن أبنائكم يعرض بيحيى بْن أكثم.
عيسى بْن أبان بْن صدقة
ولي القضاء بالبصرة، في شهر ربيع الأول سنة إحدى عشر ومائتين. وكان عيسى سهلاً فقيهاً سريع الانقاذ للأحكام، وكان من أواخر قضاة البصرة أحكاماً من رجل به جد شديد ربما أسرع به إِلَى ما لا يشبه القضاة.