للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إِلَى معادي، فلما رأوا عزمه تركوه، فَقَالَ لَهُم حيوة: لا تظهروا ما كان من إبائي إِلَى أصحابي فيفعلوا مثل ما فعلتُ فنحى حنوه.

وسمعت مُحَمَّد بْن عَبْد الرحمن الصيرفي يقول: سمع منادٍ بمصر من السماء: لولا رجال ركع وبهائم رتع وحيوة ابن شريح لصب عليكم العذاب صباً.

وقَالَ عَبْدُ اللهِ بْن الحكم: قَالَ ابن المبارك: ما ذكر لي أحد بفضل فرأيته إِلَّا رأيته دون ما ذكر لي عنه إِلَّا حيوة بْن شريح وابن عون.

ورجع الحديث. قال: ثم دعى بأبي خزيمة فعرض عليه القضاء فامتع فدعى له بالسيف والنطع فضعف قلب الشيخ ولم يحمل ذلك فأجاب إِلَى القضاء فاستقضى فأجرى عليه في كل شهر عشرة دنانير وكان لا يأخذ ليوم الجمعة رزقاً، ويقول إنما أنا أجير المسلمين، فإذا لم أعمل لهم لم آخذ متاعهم.

وقَالَ الحارث بْن مسكين: أنكر أصحاب أَبُو خزيمة عليه دخوله في القضاء فلما رأوا استقامته قالوا: هو خير منا اختير ولم نختر.

وأَخْبَرَنِي بعض أهل مصر أنه رأى رقعة في رق في الديوان: رد أَبُو خزيمة إبراهيم بْن زيد القاضي لبيت المال خمسة دراهم ليوم لم يجلس فِيْهِ للقضاء.

وبلغني أنه قيل لحيوة بْن شريح: ولي أَبُو خزيمة القضاء قال حيوة: أَبُو خزيمة خير مني اختير فصح وقال: كان أَبُو خزيمة يعمل الأرسان ويبيعها قبل أن يلي القضاء فمر به رجل من أهل الاسكندرية وهو في مجلس

<<  <  ج: ص:  >  >>