قَالَ سليمان: كان أَبُو الموفق على القضاء بواسط، فقال: لا يقربني أحد إِلَّا يوم الجمعة، فَقَالَ لي: عَبْد العزيز الكوفي: أنا لا أشهد عنده إِلَّا يدخلني في غير الجمعة، فقلت ذاك لأبي الموفق فقال: صدق هو لا يشهد عندي ولكن يراه الناس داخلاً إلي وخارجاً من عندي، فيهدون إليه والله لأمنعن منه الأطباق.
حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بْن معين يقول: كنا عند عَبْد العزيز بْن أبان، فحَدَّثَنَا عَن فطر بحديث ابْن عَبَّاس قَالَ: السابع من بني العباس يلبس الخضرة ويعدل ويفعل فعدد أشياء من أمر المأمون فوثب عليه أَحْمَد بْن حنبل فأخذ الصحيفة من يده وإذا في أعلاها كتاب عتيق أصفر، وفي أسفلها كتاب أصفر عتيق، بينهما فصل هَذَا الحديث في ذلك الفصل بكتاب طري، فخرج إِلَى الكوفة ثم كتب إلينا: لو تركتموني لحدثتكم بأحاديث فقلت حسبنا هَذَا.
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن موسى قال: حَدَّثَنَا سليمان بْن أبي شيخ قال: رأيت جبلة بْن عَمْرو بْن مُحَمَّد بْن عَبْد اللهِ بْن سعيد بْن العاص عند وكيع وهو يأكل رطب دقل فَقَالَ لي: وكيع: هَذَا ابن عم قاضيكم، يعني عَبْد العزيز ابن أبان، وكان يومئذ على قضاء واسط.
أَخْبَرَنِي أَحْمَد بْن أبي خيثمة عَن سليمان بْن أبي شيخ قال: ثم ولى بعد جعفر بْن مُحَمَّد بْن عمار:
عثمان بْن سعيد بْن سلمة بْن عُثْمَان بْن مقسم البرني
أقام بها ثلاث سنين. قَالَ: القاضي: وهو أَبُو أَحْمَد بْن عُثْمَان البرني ولي أَحْمَد قضاء الري وقزوين وزنجان وأبهر. ثم ولي حلوان وماسندان ثم ولي الأنبار ثم ولي أصبهان.