للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فجاءت امرأة، فقالت: يا أمير المؤمنين: ما رأيت رجلاً قط أفضل من زوجي إنه ليبيت ليله قائماً، ويظل نهاره صائماً في اليوم الحار، ما يفطر، فاستغفر لها، وأثنى عليها، وقال: مثلك أثنى الخير، وقاله: واستحيت المرأة، فقامت راجعة، فَقَالَ: كعب: يا أمير المؤمنين، هلا أعديت المرأة على زوجها، إِذ جاءتك تستعديك ? قال: أو ذاك أرادت ? قال: نعم فردت؛ فقال: لا بأس بالحق أن تقوليه؛ إن هَذَا زعم أنك جئت تشتكين زوجك: أنه يجتنب فراشك؛ قالت: أجل إني امرأة شابة، وإني أتتبع ما يتتبع النِّسَاء، فأرسل إِلَى زوجها فجاءه؛ فَقَالَ: لكعب: اقض بينهما، فإنك فهمت من أمرهما ما لم أفهمه؛ فَقَالَ: كعب: أمير المؤمنين أحق أن يقضي بينهما؛ فَقَالَ: عزمت عليك لتقضين بينهما؛ قال: فإني أرى كأنها امرأة عليها ثلاث نسوة؛ هي رابعتهن، فأقضى له بثلاثة أيام ولياليهن، يتعَبْد فيهن، ولها يوم وليلة؛ فَقَالَ عُمَرُ: والله ما رأيك الأول بأعجب من الآخر، اذهب فأنت قاض على أهل البصرة. قَالَ: منصور: فقتل يوم الجمل مع عَائِشَة.

أَخْبَرَنِي مضر بْن مُحَمَّد الأسدي؛ قال: حَدَّثَنَا إبراهيم بْن عُثْمَان المصيصي؛ قال: حَدَّثَنَا مخلد بْن حسين، عَن هشام، عَن ابن سيرين، وأَخْبَرَنِي عَبْد اللهِ ابن الْحَسَن، عَن النميري، عَن عُمَر بْن عِمْرَانَ السدوسي، عَن الْحَسَنِ بْن أبي جعفر، وأَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن أبي علي القيسي عَن مُحَمَّد بْن صلح العدوي؛ يزيد بعضهم على بعض أن المرأة التي أتت عُمَر بْن الخطاب نثني على زوجها، فَقَالَ لَهُ كعب بْن سور: إنها تشكوه. فَقَالَ عُمَرُ: اقض بينهما، تكلمت، فقالت:

<<  <  ج: ص:  >  >>