للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهماً، والآخر ضخماً جهيراً فدما، فاستعلاه النحيف؛ فَقَالَ: أَبُو الأسود:

ترى المرء النّحيف فتزدريه ... وفي أثوابه رجل مرير

ويعجبك الطّرير فتختبره ... فيخلف ظنك الرجل الطّرير

وما عظم الرجال لهم بزين ... ولكن زينها مجد وخير

قال: وقضى أَبُو الأسود على رجل فشكاه، فبلغه؛ فقال:

إذا كنت مظلوماً فلا تلف راضياً ... عَن القوم حتى تأخذ النصف واغضب

وإن كنت أنت الطالب القوم فاطّرح ... مقالتهم واشعب بهم كل مشعب

وقارب بذي عقل وباعد بجاهل ... جلوب عليك الشرّ من كل مجلب

ولا ترمني بالجور واصبر على التي ... بها كنت أقضي للبعيد على الأب

فإني امرؤ أخشى إلهي وأتقي ... عقابي وقد جرّبت ما لم تجرّب

ثم استخلف ابْن عَبَّاس زياداً على الخراج، وأبا الأسود على الصلاة، فوقع بينهما نفار، وقَالَ أَبُوْعُبَيْدَةَ: لم ينزح ابْن عَبَّاس من البصرة حتى قتل على عليه السلام، فشخص إِلَى الْحَسَن بْن علي، وشهد الصلح بينه وبين معاوية، ثم رجع إِلَى البصرة، وثقله بها، فحمله ومالا من مالها، وقال: هي أرزاقي اجتمعت.

وأنكر المدائني ذلك؛ وزعم أن عَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قتل، وابْن عَبَّاس بمكة، وأن الذي شهد الصلح عبيد الله بْن العباس. وزعم ابن عَائِشَة أن ابْن عَبَّاس ولي قضاء البصرة ابن أصرم الهلالي، وأنكر ذلك المدائني.

<<  <  ج: ص:  >  >>