مالك بْن أنس يقول: كتب أَبُو جعفر إِلَى قاضي له يُقَالُ لَهُ: سوار، وكان صالحاً يطعم الناس، فعمد إِلَى ذلك الذي أمره أن يطعم الناس ففرقه في القبائل، فقيل له: لو أطعمت الناس كان أجمل بك يا سيد الناس؛ فقال: لا أريد أن يذهب رجل إِلَى أهله وبيده ريح الغمر ولم يطعم أهله شيئاً.
حَدَّثَنِي أَبُو يعلى زكريا بْن يحيى بْن خلاد المنقري، قال: حَدَّثَنَا الأصمعي؛ قال: حَدَّثَنِي أبي أن عقبة بْن سلم الهنائي، عامل أَبُو جعفر على معونة البصرة، وذكر من عتوه واجترائه على الله وإقدامه على دماء المسلمين وأموالهم أمراً منكراً، وأنه أخذ رجلاً قدم بجوهرة من البحر، فأخذ منه الجوهرة، وحبسه في السجن فجاءت زوجته إِلَى سوار بْن عَبْد اللهِ، وهو قاضي أهل البصرة، فقالت: أنا بالله ثم بالقاضي؛ أن الأمير عقبة بْن سلم أخذ زوجي، وقدم بجوهرة فاغتصبه إياها، وحبسه في السجن، فبعث إليه سوار يخبره بما رفعت المرأة عليه عنده، فإن كان حقاً فأطلق الرجل ورد جوهرته، فلما أخبر عقبة ابن سلم برسالة سوار زجرهم، وشتم سواراً شتماً قبيحاً، فجاء الرسول إِلَى سوار فأخبره بجوا به، فوجه إليه سوار بأمنائه ليسمعوا منه قوله، وما يرد من الجواب، فأعوه فرد عليهم من الرد والشتم أمراً قبيحاً، فأتوه فأخبرهم فأرسل إليه سوار، فقال: والله لئن لم تطلق الرجل وترد عليه جوهرته لأتينك في ثياب بياض ماشياً، ولأدمرن عليك بغير سلاح ولا رجال، ولأقتلنك قتلة يتحدث الناس بها، فلما سمع من بحضرته رسالة سوار قالوا له: أيها الأمير إنه يفعل بك ما أرسل به إليك، وهو سوار قاضي أمير المؤمنين؛ وهو تميم ومضر، وبلعنبر، وكلها مسلحة له، وأنت رجل من أهل اليمن، وليس بالبصرة من كبير أحد، فافعل