للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما التقوا عند إمام الهدى ... أفحم بين الستة الوافد

وصار كالكركي لما انبرت ... له غزاة كلها صائد

يأخذه ذا مرة ثم ذا ... كأخذ عَبْد آبق فاسد

باراه منهم حليف التقى ... ذو الأرب وإلا كرومة الماجد

أعنى أبا يعقوب أهل الحجا ... نعم لِعُمَرَي الكهل والوافد

ثم انبرى عُثْمَان في قوله ... ذاك الأديب السيد الراشد

فَقَالَ: يا خالد ماذا ترى ... في ميت يفقده الفاقد

خلى بنات كلهم عالة ... يرحمهن الصادر الوارد

وقَالَ: اعطوا ذا الفتى مثل ما ... يأخذ بنت إن مضى الوالد

قَالَ: أخو الأنصار هَذَا الذي ... تاه وما أرشده الراشد

قَالَ: له عيسى وما إن أسا ... لا يكذبن أصحابك الرائد

استره يا خير بني هاشم ... سرك ربي الصمد الواحد

فَقَالَ: أني عازل خالداً ... إِذَا لم يكن منكم له حامد

ودخل معاذ بْن معاذ المسجد، وهو يومئذ قاض، فرأى خالداً جالساً، قد كف بصره، فعدل إليه وسلم قال: كيف: صبحت يا أبا الهيثم ? فعرف صوته، فقال: أمعاذ ? قال: نعم، قال؛ اشدد يدك بالأوصياء، فإنهم أكلة أموال اليتامى، فعجب معاذ من تيهه وكبره، وقال: لا سلمت على هَذَا أبداً.

رأيت في كتابي عَن إبراهيم بْن أبي عثمان، عَن مُحَمَّد بْن سلام، قال: نازع مولى لقريش مولى الأنصار، فزعم الأنصاري أن المصعبي الذي كان يسكن دربه أعان عليه القرشي، فكتب إليه خالد بْن طليق من البصرة: إنك تعربت بعد الهجرة، ودخلت بين القرشي والأنصاري، وتحاملت على الأنصاري، وقد قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:في الأنصار ما قال، فكتب إليه المصعبي، وهو مُحَمَّد بْن جعفر بْن مصعب بْن الزبير: كتبت إلي تعظني، قد أخطأت السنة في

<<  <  ج: ص:  >  >>