للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَبُو بكر حتى خرجا إِلَى أمر غليظ؛ فَقَالَ لَهُ معاذ: أنت ترسل بثمره هَذَا الوقت إِلَى حماد بْن موسى، وأصحاب مُحَمَّد بْن سليمان، فنمى ذلك أَبُو بكر إِلَى مُحَمَّد ابن سليمان، فثقل على مُحَمَّد. وقدم إليه قوم سنان بْن المحدث العنبري، وكان على عمل بفارس، قد ادعى عليه القوم أنه قتل ابنه هناك، فأقام عليه شهوداً فأمر معاذ بحبسه، فأخرجه مُحَمَّد من الحبس، فقعد معاذ في بيته، فثقل على مُحَمَّد، فعزله، وولى عَبْد الرحمن بْن مُحَمَّد المخزومي، وكانت ولاية معاذ هذه سنة. وهو عَبْد الرحمن بْن مُحَمَّد بْن أبي بكر بْن عبيد الله ابن عَبْد الرحمن بْن الحرث بْن هشام المخزومي وإنما ولاه مُحَمَّد بْن سليمان مبادراً، وخاف أن يولى هارون رجلاً.

فأَخْبَرَنِي عَبْد اللهِ بْن الْحَسَن، عَن النميري، قال: حَدَّثَنِي عَبْدُ الواحد، وأَبُو بحر، قال: حَدَّثَنِي صقر صاحب النجايب؛ قال: والله إني لعند مُحَمَّد بْن سليمان، يكلمني في أمر النجايب؛ إِذ دخل عليه مُحَمَّد بْن منصور؛ فقال: هَذَا عَبْد الرحمن المخزومي؛ قال: أدخله فأدخله، وجلس، فَقَالَ لَهُ مُحَمَّد: إني قد أردت أن أرفعك وأشرفك، فقد وليتك القضاء؛ قال: إني والله ما أحسنه، وما أصلح له، فَقَالَ: مُحَمَّد: هَذَا كلام قد تعلمتموه، ولا بد من أن تقولوه، انهض فإني غير معفيك فقال: إذن والله لأفتضحن فَقَالَ: مُحَمَّد بْن منصور: انظر منذراً على الباب، فقال: قد انصرف، فَقَالَ: لو كان حاضراً لأمرته أن يأخذ بيدك، فيقعدك في مقعدك، فقال: إني أسألك بحق أبي أيوب إِلَّا أعفيتني، فَقَالَ: والله لا أعفيتك. فقام وانصرف فأتى أباه، وكان شيخاً سهلاً سمحاً، فِيْهِ أخلاق قريش، يجلس على بابه، فإذا حضر وقت غدائه دعا بخوانه، فإن كان عنده لحم أكل، وإلا اجتزى بما حضر، فأكل، ويأكل معه الرجل والرجلان من جلسائه، فأتاه ابنه فقال: يا أبه أرانا والله قد افتضحنا قال: وماذاك يا بني نعوذ بالله من الفضيحة، قال: قد عزم هَذَا على توليتي القضاء

<<  <  ج: ص:  >  >>