للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن النضر قال: دخلنا على الرشيد فكان أول ما سألنا عنه أن قال: ما تقولون في قاضيكم ? فقلت: رجل لعاب يا أمير المؤمنين، ليس من رجال القضاء؛ فقال: اشهدوا أني قد عزلته، فمن تسمون ? قالوا: عَمْرو" فأردت أن أقول: بشر بْن المفضل، فبدرني همام فقال: معاذ بْن معاذ، فغاظني حين سابقني، وكرهت أن أخالفه، فإذا وقع الاختلاف أقر عُمَر إِلَى أن نتفق، فسكت. وكان ببغداد رجل يقال له "فرخ الشيطان"، أسفه الناس، فقلت له: إن هماماً قد غاظني فاشفني منه، فدخل علينا، ونحن نزول في ديار رياح بْن شبيب، فَقَالَ: أيكم همام بْن سعيد ? فقيل: هَذَا فما ترك سوء إِلَّا رماه به في نفسه فلم يجبه بحرف.

ويقال: أن يحيى بْن خالد قَالَ: لِعُمَرَ: إختر رجالاً ترسلهم معي ليشهدوا على وكالتي من أمير المؤمنين، وليكونوا من ثقاتك؛ فإني لا آمن أن يسألهم أمير المؤمنين عنك، وقد كان شكا، فوجه إبراهيم بْن حبيب بْن الشهيد، وإسماعيل ابن سدوس، وهمام بْن سعيد، وعَبْد الرحمن بْن حبيب الطفاوي، ومُحَمَّد بْن محبوب الضبي، فدخلوا على الرشيد، وعنده يحيى بْن خالد، وأَبُو يوسف؛ فَقَالَ لَهُ أَبُو يوسف: تشهدهم يا أمير المؤمنين على توكيلك الفيض بْن أبي صالح ? قال: نعم أشهدوا أني قد وكلته في بيع السباخ بالبصرة، فقالوا: نشهد أنك وكلت الفيض ابن أبي صالح الكاتب، في سباخك بالبصرة، يبيع ويقارض،، وما صنع من شيء فهو جائز؛ فَقَالَ: ما أشدكم يا أهل البصرة! اكتب لهم يا أبا يوسف كتاباً بتوكيلي كما يريدون، فخرجوا قليلاً، ثم قَالَ: يحيى: يا أمير المؤمنين قاضيهم، قد شكى فلو أبدلتهم غيره فردوا؛ فَقَالَ لَهُم الرشيد: قد شكى قاضيكم، فمن تختارون حتى نوليه عليكم ? فقالوا: معاذ بْن معاذ، وخاف أن يسمى الأنصاري، وكان الذي بينهما متباعداً فسأل القوم، فقالوا: معاذ بْن معاذ، فقال: قد عزلت عنكم عُمَر بْن حبيب، ووليت معاذ بْن معاذ، فولى عُمَر بْن حبيب البصرة، نحواً من

<<  <  ج: ص:  >  >>