للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كنا نشق الجيوب من عُمَر ... حتى ابتلينا بمن خلا عجبه

يا شوم قوم أتوا خليفتنا ... هم أشاروا به وهم سببه

ما وفقوا للسداد فِيْهِ ولا ... أفلح من ساقه ومن جلبه

أحول مثل البعير جئته ... لا عقله يرتجى ولا أدبه

وطالت ولاية معاذ، وتخونته السن، وساء بصره، فغلب عليه الذراع، فكان إِذَا جلس، أمر بهم فدعوا، فجلسوا عَن يمينه، وعن يساره، منهم مُحَمَّد بْن عدي بْن أبي عمارة النميري، وعَبْد الرحمن بْن حبيب الطفاوي، وسليمان ابن الأحمر، مولى باهلة، والحارث بْن حسين، وهم شيوخ جلة علماً، فيتكلمون في الحكم، ويناظرون الخصوم.

فأَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن سعد بْن الْحَسَن الكراني، قال: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرحمن بْن عَبْد الوهاب النميري، قال: وقفت امرأة، من الأعراب، على معاذ بْن معاذ وقد حبس ابنا لها، فقالت: قد اكتنفك هَذَان الذئبان، يكتبان ويمليان، وأنت جالس تتثاءب كأنك حمار، أو كأنك آكل حيسة، قد ختم سمنها على فؤادك، فأنت أهيم لا تفقه، والله ولا تنقه، خبرني عَن ابني فيم حبسته ? فوالله ما كان يشرب الزينبية، ولا يأتي الأبله، ولا يلعب بالنرد بين أنثييه بعبيد الله ابن الْحَسَن الأقيحب البشتبان.

وقَالَ: بشر بْن شبيب، يذكر اكتناف الذراع:

سليمان يقضي ثم يمضي قضاؤه ... وليس لقاضينا قضاء سوى الخثم

إذا جاءه الخصمان حرك رأسه ... وروح إبطيه وبحث في الحكم

يحد الذي يزني بقطع يمينه ... ويقضي على اللص المثبت بالرجم

وقَالَ: آخر:

عاق السجل دنانير مهياة ... صبت من الجعل للذراع ستونا

ظللت يابن على حين تبصرها ... من حبها ساجداً حيران مفتونا

<<  <  ج: ص:  >  >>