أرى جفوة أو قسوة من أخي ندى ... إِلَى الله فيها المشتكى والمعول
فاقسم لولا أن حقك واجب ... عليّ وأني بالوفاء موكل
لكنت عزوف النفس عَن كل مدبر ... وبعض عزوف النفس عَن ذاك أجمل
ولكنني أرعى الحقوق وأستحي ... وأحمل من ذي الود ما ليس يحمل
فإن مصاب المرء في أهل وده ... بلاء عظيم عند من كان يعقل
قَالَ: أَبُو بكر، قَالَ: ابن ابنه حسين: إن هَذَا الشعر ليحيى أنشدني مُحَمَّد بْن الحسين؛ أعرابي قال: أنشدنا أَبُو نعيم الفضل بْن دكين، في يحيى بْن أكثم:
لا تغتر بالدهر ... وإن كان مواتيكا
كما أضحك الدهر ... كذاك الدهر يبكيكا
حَدَّثَنِي إبراهيم بْن إسحاق الصالحي، قال: لما قدم أَحْمَد بْن المعدل على المتوكل قصده يحيى بْن أكثم؛ وقضيته عند المتوكل، فرجع أَحْمَد، قال: فذكر ليلة يحيى ابن أكثم بحضرة أَحْمَد بْن المعدل، فَقَالَ: بعض القوم: ذاك صاحب غلمان قال: فستر أَحْمَد وجهه بثوبه، وقال:{سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ [النور: ١٦} .
وذكر أَبُو زيد عَن سعيد بْن مريم قال: كنا عند المأمون فجلسنا عنده فذكر يحيى بْن أكثم، فقال: كأنك به قد جيء به فضرب فقلت يا أمير المؤمنين إن الذي تعرف به يحيى بْن أكثم لو كان مما يعرف به القضاة، من حبور أو ما يشبهه ذلك كان مقالاً قد قيل مثله في القضاة فأما غير ذلك فمن الباطل والزور؛ فلما قمنا قَالَ لي: سهل بْن هارون: فدتك نفسي قد بالغت في ابن عمك اليوم قال: هَذَا قليل، لا حتى يبذل الرجل دمه.
وذكر أَبُو خالد يزيد بْن مُحَمَّد قال: قَالَ لي: أَحْمَد بْن المعدل: سألني يحيى بْن يحيى بْن أكثم، وقد قرأ وقف روح بْن حاتم؛ فقال: ما يعني روح في وقفه بقوله: ولا ليشعر