للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجلس أربع ركعات ثم رفع يديه يدعو فَقَالَ: اللهم إن هَذَا مجلس لم أجئه قط ولم أسلكه اللهم فكما ابتليتني به فسلمني منه وأعني عليه ثم بكى حتى بل بدموعه خرقة كانت في يده ثم قَالَ لي: أشامتاً جئت أم معزياً؟ قلت: بل جئت مسلماً.

ثم ولي ابن شُبْرُمَةَ فأتيته فلما دخل المسجد صلى أربع ركعات قبل أن يجلس فلما سلم قَالَ: اللهم إن هَذَا مجلس كنت أشتهيه وأتمناه عليك اللهم فكما ابتليتني به فأعني عليه وسلمني منه. ثم بكى حتى بل خرقة كانت في يده.

حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن زهير قال: حَدَّثَنَا سليمان بْن أبي شيخ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن المعدل الواسطي مولى بني ذهل عَن العوام بْن حوشب قال: مررت على محارب بْن دثار وهو يقضي فَقَالَ: إني أي إنه المأمون على مكانه.

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْن عُمَر بْن أبي سعد قال: حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن معاويه عَن مؤرج عَن سعيد بْن سماك بْن حرب عَن أبيه قَالَ: كنا قعوداً في مسجد بني ربيعة ابن عامر بْن ذهل بالكوفة فمر بنا محارب بْن دثار فقال: أبا المغيرة كيف ذاك الحديث؟ فَقَالَ: نعم.

قَالَ: عُثْمَان بْن عفان لبشير بْن الخصاصة: أقطعك السلحين؟ قَالَ: وماالسلحون؟ قَالَ: برية فيها نخل وشجر وزرع. قَالَ: أوكُلَّ أصحابي تقطع؟ قَالَ: لا. قَالَ: لا حاجة لي بالأثرة.

فلما مضى محارب قَالَ: سماك: إن أهل الجاهلية كانوا إِذَا كان في الرجل ست خصال سودوه ولا يتممن في الإسلام إِلَّا بسبع وقد كملن في هَذَا الرجل يعني محارباً وهو: الصبر والحلم والسخاء والشجاعة والبيان والموضع ولا يتممن في الإسلام إِلَّا بالعفاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>