يعمل به الناس فيفرض عليهم (١) ، فهل يعد ما فعله عمر معصية وضلالة سبيلها إلى النار؟ وكيف خفي ذلك على إجلاء الصحابة؟
ولماذا لم يبطله على وهو بالكوفة؟ بل استحسنه أيما استحسان فأبقاه ودعا لعمر.
ومع هذا فالضحى والتراويح نافلتان، فللمسلم أن يصليهما، وله أن يدعهما، وله أن يصلى التراويح فردا، أو في جماعة، ولكن ليس بمسلم من يتعمد الكذب على رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ليؤيد ما ذهب إليه، ويبطل ما ذهب إليه مخالفوه.
ونجد في الجزء الثالث من وسائل الشيعة (ص ٧٤ ـ ٧٥) باب عدم استحباب صلاة الضحى، وعدم مشروعيتها.
وتحت الباب ست روايات، منها الرواية التي ذكرتها من قبل، ومنها أن الرسول ـ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ـ قال:" صلاة الضحى بدعة ".
ومن وضع هذه الرواية المفتراة نسأله: من الذى يجيء بصلاة بدعة في عهد رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟
فالهدف من هذا الباب برواياته هو مخالفة ما عليه جمهور المسلمين تبعا لأصول هذه الفرقة كما بينتها من قبل.
وفى الجزء الخامس (ص ٢٢٤ ـ ٢٢٥)" باب استحباب صلاة يوم غدير ... " ومما جاء فيه:
صيام يوم غدير خم يعدل صيام عمر الدنيا.. وهو عيد الله الأكبر، وما بعث الله نبيا إلا وتعبد فى هذا اليوم وعرف حرمته.. ومن صلى فيه ركعتين عدلت عند الله ـ عز وجل ـ مائة ألف حجة، ومائة ألف عمرة ... وما خلق عز وجل - يوما أعظم حرمة منه ... إلى آخر هذه الأباطيل والمفتريات العجيبة التى وضعها غلاة الرافضة.
(١) انظر: الموطأ ١ / ١٢٨، وفتح الباري (٣ / ١٠) رواية رقم ١١٢٨ وشرح الرواية رقم ١١٢٩.