كل هذا بينه الله سبحانه وتعالى على لسان نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأنزل الله عزوجل ـ الذكر بإحكام الفرض، وترك للرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيان ما أنزل. وهذا أمر واضح جلى لا يحتاج إلى وقفة؛ فلا يستطيع أحد أن ينكره.
ومثل هذا بيان ما كان ظنى الدلالة، محتملاً للتأويل، كمطلق يقيد، وعام يخصص، إلى غير ذلك مما هو معلوم مشهور.
ثالثاً: جاءت السنة المطهرة بما ليس فيه نص من كتاب الله تبارك وتعالى، وبيان الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما هو عن الله تعالى؛ فقد بين القرآن الكريم وجوب طاعة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
" فكل من قَبِل عن الله فرائضه فى كتابه، قبل عن رسول الله سننه، بفرض الله طاعة رسوله على خلقه، وأن ينتهوا إلى حكمه. ومن قبل عن رسول الله فعن الله قبل، لما افترض الله من طاعته. فيجمع القبولُ لما فى كتاب الله ولسنة رسول الله، القبولَ لكل واحد منهما عن الله، وإن تفرقت فروع الأسباب التى قبل بها عنهما "(١) .
والآيات الكريمة التى تبين وجوب طاعة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأنها من طاعة الله عزوجل، وتحذر من مخالفة أمر الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هذه الآيات كثيرة، نكتفى هنا بذكر بعضها.
القرآن الكريم يأمر بطاعة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويحذر من معصيته
قال الله سبحانه وتعالى:{ ... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} . (٧: الحشر) .