للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى غير ذلك من آيات الله البينات التي بينت أن من لم يتمسك بسنة الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقد ابتعد عن الإيمان. وضل ضلالاً بعيداً.

من الواضح إذن أن عصمة الأمة وعدم ضلالها في التمسك بما أنزل الله تعالى في كتابه العزيز، وبما بينه جل شأنه على لسان رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في السنة المطهرة، دون حاجة إلى الرجوع إلى أئمة الجعفرية، أو غيرهم من فرق الشيعة، ولكنا نجد روايات أخرى تذكر أن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ترك الكتاب والعترة، وفى بعضها الأمر بالتمسك بهما حتى لا نضل.

[ثانيا: روايات التمسك بالكتاب والعترة]

من هذه الروايات ما رواه الإمامان مسلم وأحمد عن زيد بن أرقم، وسبق ذكره عند الحديث عن آية التطهير، وفى تلك الروايات الحث على التمسك بكتاب الله تعالى، ثم قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أذَّكركم الله في أهل بيتي "، وقول زيد: " إن نساءه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده " وقال " هم آل على وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس ". وهذه الروايات تحثنا معشر المسلمين على أن نرعى حقوق آل البيت، بيت نبينا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فنحبهم ونوقرهم وننزلهم منازلهم، فحبنا لرسولنا الأعظم يدفعنا لحبنا لآله الأطهار، وعلينا أن نصلهم، ورحم الله أبا بكر الصديق حيث قال: " والذى نفسى بيده لقرابة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحب إلى أن أصل من قرابتى" (١) ، وقال " ارقبوا محمداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أهل بيته " (٢) .


(١) البخاري - كتاب المناقب - باب مناقب رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وانظر كذلك الرواية رقم ٥٥ بالجزء الأول من المسند، وسندها صحيح.
(٢) البخاري - كتاب المناقب - باب مناقب الحسن والحسين.

<<  <   >  >>